كنا صبية نلعب في ازقة الحارة ... كان معنا ولد شقي لدرجة ان الارض
ضجت به لكثرة شقاوته كان اهل الحارة يتعوذون من الشيطان حين يشاهدوه
اياديه طويلة في التخريب والازعاج ففي مرة كان الناس نياما بعد الساعة الثانية عشر ليلا
والجو شتاء واذا بصوت مزعج يمر من تحت شباببك الناس القريبين من الشارع
واذا اخونا قد جمع مجموعة من الحميــــــــــــــر ووضع في اقدامهم علب طون واطبق العلبة
على ارجل الحمير الاربعة وحين تمشي الحمير كانها جيش تمر من الحارة ..وقد خيم السكون
والهدوء قد عم المكان واذا بالناس لا تعرف ما يجرى !!! , وحين انتبه البعض وراقب الشارع
واذا بهذا الولد يقود الحمير وهي ترتدي في اقدامها علب فارغة وفي ذيل بعضها تنكة
فارغة لتزيد الطقطقــة على الاصول ..
وقال له احدهم فعلا لا تربية عندك ولا من يراقبك من اهلك ..
لم يكترث الولد لان عقله لا زال تحت النمو ويعتقد بان ما يفعله صح
وبعد فترة امسك بحمير صغار اجلكم الله ورمى الواحد تلو الواحد في بير ماء ..
وفي اليوم التالي شموا الناس روائح وكان البير يبعد عن المساكن قليلا
واذا بثلاثة حمير صغار مخنوقين في البئر..
ودائما يصنع شيء جديد للأذى مما اطلقوا عليه القابا كثيرة لكثرة انزعاج الناس منه
حدث هذا حقيقة في بلدتي صدقا ..
قبل ان تشمل البلدة الكهرباء الدائمة
الولد توفيت امه وهوصغير لم ينتبه اخوانه ووالده الى مراقبته جيدا
ولكن اليوم كبر وتوظف وسمعته طيبة .. ولكن لغاية الآن يذكّرونه بما
كان يعمل من تخريب واذى .. فيضحك معهم ..