[من الواجب على كل موحد في مسلك التوحيد ان يتقي الله في السر والعلانيه
وان السر يتمثل باعمال القلب .اي باطن الانسان وضميره .وان العلانيه
تتمثل باعمال الجوارح مثل اللسان واليد والعين والاذن ...وغيرها .
وقد جاءت ا لوصيه في علوم التوحيد بحفظ القلب واصلاحه وتطهيره
وبذل المجهود في ذلك والايه القرانيه تقول عن الله عز وجل :
يعلم خائنة الاعين وما تخفي الصدور (سورة غافر).
فاذا كان الموحد هو المقر بلسانه وقلبه بوجود الله تعالى واطلاعه -
وهذه قاعده التوحيد الاساسيه -وجب عليه تطهير قلبه واصلاحه لعلمه
باطلاع الله عز وخل عليه ...ثم من القول الماثور في هذا المعنى :ان
الله لا ينظر الى صوركم وابشاركم وانما ينظر الى قلوبكم اي ضمائركم
فالقلب اذا هو موضع نظر رب العالمين .اليس من العجب ان يهتم الانسان
بجسمه الذي هو موضع نظر الخلق فيغسله وينظفه ويزينه بما امكن لئلا
يطلع الخلق على عيب فيه ولا يهتم بقلبه .اي باطنه .الذي هو موضع نظر
رب العالمين فيطهره ويطيبه كي لا يطلع الله تعالى على دنس يكدره ؟
اليس فاعل ذلك قد استخف باطلاع الله الخالق القادر واهتم باطلاع المخلوق
الخاضع لقدرة الخالق ؟ ثم ان عمله هذا يتناقض وعقيدة التوحيد المبنيه
على الاقرار بوجود الله واطلاعه . ومن اهم واجبات الموحد الشعور بذلك
والعمل بطاعته تعالى واجتناب معصيته ..
وهناك ايضا اصل اصيل في تقوى القلب .وهو ان القلب هو المركز
والقاعده التي تنطلق منها اعمال الجوارح التي هي تبع للقلب .فاذا صلح
المتبوع صلح التابع يعني كانت نية القلب صالحه كانت اعمال الجوارح
صالحه .
والقلب ايضا هو خزانة كل جوهر نفيس .اولها العقل الذي هو مشرق من
القلب على الدماغ .ثم المعرفه والبصيره الشفافه التي بها تدرك حقائق
الاشياء ثم الحكم والعلوم التي هي حياة النفوس وروحها .
والموضع الذي تكون فيه هذه الجواهر حقيق على الانسان ان يصونه
ويطهره من الاخلاق الذميمه والافات المهلكه .كالعقائد الفاشده واتباع
الاشرار والكفربالنعمه والبغضاء والكبر والحسد والغضب والبخل والحقد
والخبث والرياء .فهذه الافات ان هي الا معاص باطنه متعلقه بالقلب .
وهي حجاب عظيم عن الله تعالى يحجب الانسان عن بلوغ التوحيد...
فاذا طهر الموحد قلبه اي باطنه من الافات التي تقدم ذكرها صار
جديرا بان يوسم بسمه التقوى ويسمى موحدا ...تقيا