احذر ايهـا الحروف
قاد رجل خروفا الى الملحمة فقال الخروف: الى اين تأخذني فقال
الرجل: الى مدينة الملاهي
الخروف: ماذا يوجد فيها ؟
الرجل: لعبة السكاكيـــــــــــن , وكأن الخروف علم بأن مصيره سيكون
مجهولا فقال :بتوسـّل الم تكن زوجتي النعجة تطعمكم الحليب واللبن والجبن
وانا كنت اعطيكم الصوف لتصنعوا منها كنزات للشتاء خوفا على ابناؤكم
من البرد القارص سكت الرجل وكان قد مرّ بملحمة وصاحبها يذبح خروفا
على مرأى من الخروف الذي يجـّره صاحبه لجــّزار آخر كان قد دفع له
اكثر من الاول والخروف هذا كان ينظــر باشفـــــــــــاق على زميله الخروف
فقال لصاحبه أرأيت ما اقسى قلب هذا الجـّزار ؟ويا لبشاعة
طريقته في اللعب مع الخروف المربوط والذي يدعس بأقدامه على بطنـــــــه
ويحمل سيفا قريبا من رقبته , افرض لا سمح الله وقع السيف من يده مــاذا
سيحصل للخروف المسكين فقال الرجل: اطمأن يا خروفي هذا الجــّـــــــزار
محترف بلعب السكاكيـــــــن فخاف الخروف وارتعش من جواب صاحبــــــه
وعندما وصلا الى الملحمة شاهد الخروف جــّزارا ضخم القامــة ويمـّـرر سكين
طويل على مســّن كبير بانتظار وصول الخروف الضيف , فوقف ولم يتقدم
فشــده من الحبل ودفع به الى اللحـّام بعد ان قبض مبلغا من النقود وراح الخروف
يثاغي بأعلى صوته وتخيّـل وضعه حين شاهد الخروف الاول وهويذبح فتناوله
اللحـّام بيد واحدة وما هي الا لحظات حتى كان العظم مفصولا عن اللحــــــــــــــم
فنحن أحيانا نتعـّرض لسكاكين الالســـن الجارحة التي يغرزها البعض وتجرحنا
وربما الجرح لا يندمــــل ولو مع مرور الزمــــــــــن , لا يكن لسانك سكين يساعد
في ذبح الآخرون , ولا تكن جزرار بشريـّا لا يعرف الرحمة
بقلمي : سعيد اسعيد