الصدق وضده الكذب .

قال الله تعالى وتقدس : يا ايها الذين امنوا

اتقوا الله وكونوا من الصادقين ..وقال :

انما يفتري الكذب الذين لا يؤمنون بايات الله .

واولئك هم الكاذبون ..شعر :

عود لسانك صدقه ---واحجر عليه اذا كذب .

فالصدق يتبعه النجاة ---ويتبع الكذب العطب .

واعلم بان الله يسمع ---واعتمد معه الادب .

ثم ان العبد يحفظ لسانه من المواعيد الكاذبه

لان اخلاف الوعد ضرب من ضروب الكذب

كما قيل ::

فان جمع الاّفات فالكذب شرها ---ومن مثلها تاتي المواعيد والمطل

فلا خير في وعد اذا كان كاذبا ---ولا خير في قول اذا لم يكن فعل .

وقال الشاعر :

عليك بالصدق ولو انه ---احرقك الصدق بنار الوعيد .

ثم يحفظه من الثناء على نفسه لان شا كر نفسه مذموم

عند الله وعند الناس وان اصغوا ا ليه ..ثم يحفظه من الحلف بالكليه .

وقيل اللغه الحلافه تدل على كذب اصحابها ..وقد قيل في بعض الكتب

المنزله لا تحلفوا بي لا كاذبين ولا صادقين والكذب هو الاخبار عن الشيء

بخلاف ما هو ..وان يتكلم الانسان عن نفسه او عن غيره بما لا جرى

بمعاملات الدنيا وغيرها ثم يحفظه من الزور والبهتان والاستهزاء والمضحكات

والمساخر والشتم والفواحش باجمعها ..وعن المماراه والمخاصمه والمنافسه

للناس في الكلام .فانك لا تماري سفيها الا يؤذيك .ولا حليما الا ويقليك ويحقد

عليك ..ثم يعتاده في طول الصمت ليصير سجيه له .وفي الصمت يتمكن القلب

من الفكر ويجول في ميادين الحقائق ويطالع الجواهر النفيسه .وفي الصمت منجاه من الشرور .

وقيل : لسانك اسدك ان اطلقته فرسك وان امسكته حرسك .ويدلك على لزوم

الصمت ..الكلام اربعة اقسام قسم ضرر محض فلا بد من الامساك عنه ..

وقسم ضرر ومنفعه لا تفي المنفعه بالضرر وقسم لا منفعه ولا ضرر وهو فضول

وفيه تضييع زمان وهو عين الخسران .وقسم منفعه محض وهو الربع الباقي وفيه خطر

ثم يرشد به من علم اصلاحه ان كان فيه قوة الافاده على الاقرار بالتصديق بوجود الرب

سبحانه ونفي الصفه . والاقرار بالتصديق بالصفي الاعظم بما شرعه وبينه وحلله وحرمه

وامره ونهاه .وبحدوده الاكرمين .ثم يستعمله بحمد الله وشكره وشكر صفيه وحدوده ..

وتلاوة كتابه العزيز ويسال عن امر دينه ودنياه والحلال والحرام لمن هو عليم بذلك .

وسالك سبيل الله فيه ثم يجزيه على الصدق دائما وعلى النطق بالحق ابدا .ثم ذكر احسان

من احسن اليه في الدين والدنيا .ويثني بالصفات المحموده عليه ثم ذكر نقص نفسه واساءتها

مع ان الامر هكذا كما قال بعض الحكماء اربعه ينبغي للعبد ان يذكر منهم اثنتين وينسى اثنتين

اما الذي يذكرهن فاسائة للناس واحسان الناس اليه .واما الذي ينساهن فاحسانه للناس واساءة الناس اليه .

وقال افلاطون الحكيم سلام الله عليه ينبغي لمن فعل معروفا ان يتناساه لوقته ومن اسدي اليه معروفا ان يضعه

نصب اعينه .وقال بعضهم اعقل لسانك الا عن حق توضحه .او باطل تدحضه .او حكمه تنشرها او نعمه تشكرها .

فان استطاع العبد يفعل ذلك فهو الكمال الاعظم .وبالجمله انه لم يكن في الجوارح السبعه جارحه تجر البلا .

وتوقع في الدمار وتخرب الديار وتمحق الاعمال وتغضب الملك الجبار اعظم من اللسان وقيل ما خلق الله احق

بالسجن من اللسان وسجنه طول صمته الا فيما ينبغي وفي الوقت الذي ينبغي بميزان العدل ..وقيل هل يكب

الناس في جهنم الا حصائد السنتهم وقيل شعرا :

اعقل لسانك واستعذ من شره ---ان البلاء ببعضه مقرون

واحفظ لسانك واستعذ من غيبه ---فهو الجدير بانه مسجون

واقلل كلامك ما استطعت فكلما ---نطق اللسان فانه موزون

فاحرص على احكامه مع قلة ---ان البلاغة في القليل تكون

ان التقي النطق منه كانه ---در بهي ساطع مخزون ..

اخي ابو اياد على هذه المواعظ العظيمة

التي هي من قلب الدين لاي شريعة كانت

فالصادق حبيب الله لانه مصدق بالجنان ان الواحد الاحد جل شأنه

هو الخالق والباريء والمصور والقادر الخ

جزاك الله عنا كل خير وتقوى

طاب قلمك وصفى قلبك وانار عقلك

اخي الغالي سعيد

حيياكالله

سلمت يداك على جوابك العذب

ومرورك ارائع دمت بخير وعافيه

مرورك يسعدني ويفرحني دائما

الصدق وضده الكذب . 3884174860

» درجات الكذب