يحكى انه كان في زمن بني إسرائيل ملكاً عنده بنت صغيره في السن، وكان في زمانه سبعة من العباد الصالحين، يعبدون الله سبحانه وتعالى،
حتى شُهِر خبرهم في البلاد، وفاقوا على أهل زمانهم في العبادة، وبنو خيمة يعبدون فيها الله سبحانه وتعالى بدل أن يسكنوا في بيت، وهذا من
شدة زهدهم في هذه الدنيا ، وكانوا يصنعون الحصر أربعة وثلاثة منهم يعبدون الله سبحانه وتعالى ، فإذا فرغوا من عمل الحصر وباعوها أخذوا
في العبادة وبدءوا الثلاثة العباد الآخرين بصناعة الحصر وبيعها في المدينة وهي بانياس في الجولان( وما زالت الاثار هناك شاهدة على القصة)،
ويأخذوا ثمنها زيتاً وشعيراً ليأكلوا من هذا الطعام الزهيد، وكان لباسهم الحصر التي يصنعوها حتى تقشرت أعناقهم، واجتهدوا في العبادة ليلا ونهار
حتى وصل خبرهم إلى الملك ، فزهد في الدنيا وأراد أن يلتحق بهم ليعبد الله تعالى ويترك ملكه وابنته ،
فقالت له ابنته : خذني معك يا أبتي ولا تتركني وحيدة، فيتصدع قلبي على فراقك، ويتقطع كبدي حزناً عليك، فيكون إثمي عليك أكثر من الثواب الذي ترجوه من ربك"،
فألبسها ثياب الرجال وذهبت معه إلى السبعة العباد، وأخذوا في العبادة معهم ، وبقوا على ذلك زماناً طويلاً حتى مرض الملك، وقبل وفاته بقليل قال لهم أوصيكم بابني
هذا والمقصود ابنته الست شعوانه (رضي الله عنها) التي لبست ثياب الرجال وعاشت معهم تعبد الله تعالى ، ثم توفى الملك وتابعوا العبّاد مع الغلام عبادتهم وعملهم بالحصر،
وفي ذات يوم بينما كان الغلام ( الست شعوانة)في المدينة يبيع الحصر رأته بنت الملك فأعجبها حسنه وجماله وطلبت منه المعصية فرفض وانصرف إلى عبادة الله مع العبّاد ،
فارتكبت المعصية مع فتى اخر حتى حملت في بيت والدها الملك فغضب عليها فاعترفت له زورا وبهتانا ان الفتى المرافق للعباد هو من فعل هذا وقام الملك بتعذيبه ونفاه إلى جبال
لبنان مع الطفل الرضيع ، فصبر واحتسب لوجه الله تعالى وأخذ في العبادة، فبعث الله من يرعى الطفل، حتى أصبح مستجاب الدعاء من شدة إخلاصه وتعبده وكتمه للسر
وحتى تظهر الحقيقة للملأ ويزال الغبار عمن اتهموا زورا وبهتانا من اولياء الله، بعد فترة مرض الغلام فقال لرفاقه أوصيكم بعد موتي بأن كبير العباد يشق صدره لتظهر الحقيقة
بعكس ما اعتقدوا، فلما توفى قام كبير العباد بتنفيذ وصية العابد، فاتضح بأنها أنثى، وجمعوا النسوة لتتولى أمرها
واشتهر الأمر حتى وصل الخبر إلى الملك، وأيقن بأن ابنته كذبت وتعدت عليها وعلى العباد، فأمر بقتلها وقطع رأسها ويدار برأسها في الشوارع ويقولوا :
"هذا جزاء من صنع الفاحشة وادعى بها على أولياء الله تعالى".
ودفنت الست شعوانه رضي الله عنها، وأوكل الله في دفنها الملائكة كرامة لها، ومكان دفنها في بلدة عين قنيا ومدفن والدها بجانب البلدة ويقال له الحزو ري (رضي الله عنه وعنها)،
كما بني مزاراً لها في لبنان منطقة (عميق) على سفح جبل الباروك لجهة الشرق المطل على سهل البقاع وجبل الشيخ ، وتحيط به غابة كثيفة من السنديان تمتاز بطيب هوائها ونقاوة مياهها .
ولأجل كرامتها قرر المرحوم سيدنا الشيخ أمين طريف، تعيين موعد زيارة سنوي في الثلاثين من أيار من كل عام ، استبراكا بها ، واقتداء بسيرتها ، لتكون رمزا توحيديا خالدا
مهما تقلبت الأعوام والدهور وكان تاريخ أول زيارة لمقامها الشريف سنة 1987 نفعنا الله ببركات الصالحين .
ملاحظة سيكون موعد الزيارة هذا العام يوم السبت الموافق لتاريخ 26/5/2012 أعادها الله على الجميع والسلام يعم منطقتنا زيارة مقبولة للجميع .
والى اللقاء في عين قنيه هضبة الجولان .