رجل الدين و الشياطين

بداية كلامنا مع هذه القصة القديمة: "ركض الشيطان الصغير مسرعاً في أحد الأيام، إلى رئيسه الشيطان الكبير، تعتريه حالة سيئة من الخوف والذعر. وأخبر رئيسه الشيطان العجوز بأن هناك خطباً ما وأمر بالغ الأهمية قد حدث على كوكب الأرض، أمر يستدعي التحرك بسرعة. أخبره بأن أحدهم قد وجد الحقيقة على الأرض، وبأن الحقيقة إن زارت قلوب البشر فماذا سيكون مصير الشياطين؟
لكن الشيطان العجوز ضحك وطلب منه أن يهدأ لأن عملائه قد وصلوا إلى الأرض ولا داعي للقلق.
إلا أن الشيطان الصغير لم يهدأ وأخبره بأنه قد أتى لتوه من الأرض ولم يجد شيطاناً واحداً هناك.
فأخبره العجوز بأن رجال الدين هم رجاله وعملائه وأعوانه. لقد حاصروا ذلك الرجل الذي تقول أنه وجد الحقيقة، وسوف يصبحون الآن وسطاء بين الرجل وحقيقته وبين عامة الشعب. الآن سوف يقيموا المعابد ويكتبوا النصوص، سوف يحلّلوا ويفسّروا ويشرِّعوا ويحلِّلوا ويحرِّموا، سوف يحرِّفوا كل شيء. سوف يطلبوا من الناس أداء الفروض والقيام بالواجبات. وفي وسط هذه المعمعة سوف تضيع الحقيقة. إنها طريقتي القديمة التي لطالما استخدمتها لأجل تبديد الحقيقة، ولطالما حقّقَت نجاحاً باهراً.

فالدين ليس بحاجة إلى وسيط: بينكم وبين الله هناك صلة مباشرة، حال من الوصل القائم الدائم لا انفصال له ولا انقطاع. كل ما عليكم تعلُّمه هو لغة الله، أن تفهموا لغة الوجود، لغة الكل. أنتم تعرفون لغة الإنسان لكنكم لا تعرفوا لغة الله بعد.
والله يعرف لغة واحدة فقط... لغة الصمت.

فمن غمره صمت عميق مهيب، صمت يردِّد الكيان صداه في كل زاوية من زواياه، فسوف يفهم الحقيقة الإلهية، معنى الحياة وقداسة كل موجود. لن يكون باستطاعة أحد أن يشرح ويفسِّر لكم هذه النعمة وهذه الحقيقة وهذا الحال.

على كل إنسان أن يجد هذا الحق بنفسه، فلا أحد بإمكانه القيام بمهمتك عنك، لكن هذا ما يصرّ رجال الدين على فعله منذ قرون. إنهم يقفون كسور الصين العظيم بينكم وبين الله.
وإن تمكن البشر من بلوغ الحقيقة وعيش الألوهية دون أحد يقودهم، دون أحد ليخبرهم ما هو الصح وما هو الخطأ، دون أن يعطيهم أحد خريطة عليهم اتباعها، فملايين البشر سوف تفهم وتعرف من هو الله، لأن نبض قلوبنا هو نفسه نبض قلب الوجود، وحياتنا هي جزء من حياة الكون، حياة الكلّ.
لسنا غرباء هنا ولم نأتي من مكان ما خارج مدى الألوهية فلا مدى سوى المدى الإلهي في كل مكان وزمان، جميعنا ينمو ويتطور في قلب الوجود. جميعنا جزء ضروري وهام من جوهر الوجود. وما علينا سوى أن نكون في حال صمت داخليّ كافي ليُسمعنا ما لا يمكن لأذن أن تسمعه، لأن يُسمعنا ما لا يمكن للسان أن ينطق به، أو لكلمة أن تعبِّر عنه: موسيقى الوجود، بركة الوجود، الإحتفال المستمر في أحضان الوجود.
مجرد أن تبدأ هذه الموسيقى والبركة وهذا الإحتفال باختراق قلوبنا، سيكون موعدنا مع التغيير الداخلي، مع التحوُّل الداخلي قد حان. وهذا هو السبيل الوحيد لأي إنسان حتى يصبح متديناً

اختنا قمر الليل المتالقة دوما

اهلا بعودتك مجددا والحقيقة ان كل البشر

تنظر الى المقولة التالية

هل نحن بحاجة الى وسيط بيننا وبين الله تعالى

فاذا كان الجواب نعم

لماذا ؟؟ اليس هو من خلقنا بامكانه ان يقبل بان نرى انواره وبامكانه ان يغلق

علينا هذه الرحمة اما الوسيط فهو العقل الكلي الحائط بالوجود

هو الوسيلة الى الولوج في انوار قدسية جبروته

ونحن لا نملك الا الرجاء والامل هع العمل وان كنا مقصرين

في الطريق الى الله لان في داخل كل منا

شياطين وليس شيطان يمنعنا من الوصول الى خالقنا

ونحن مهزوزون لضعف حالنا وعدم السعي والجد والمثابرة في

ابعاد الشيطان عن طريق الحق لتصفو اعمالنا وانفسنا عندها يقبلنا الله في
حمى انواره ويحمينا من شياطين انفسنا

بارك الله فيكي اخت قمر الليل على طرح هذا الموضوع


الجميل الذي يحمل في طياته توحيدا صامتا

بورك قلمك لما تحملينه من ابداع وتألق

الاخت قمر الليل


اشكر لك الطرح واقف صامتا لاقول


الاهم احفضنا من شياطين الجن والانس

يارب العالمين

الف الف شكر لك المامون