مُهداة إلى روح المغفور له ومعلم الثّورات
القائد سلطان الأطرش طَيَّبَ الله ثراه...
سلطانُ يَا نِبْراسَ أجْيالِنا يا بَسْمَةَ الصَّبْرِ بِصدورِنا
يا نَبْعَ حُبٍّ قدْ رَوَيْتَ الرُّبى بالمَبْسَمِ المُشْرِقِ فَوْقَ الدُّنا
مِنْ بَلْدَتِيْ نُحْيي ذِكْرَكَ حَيْثُ بَنَيْنا صَرْحَكَ البائِنا
مِنْ هَا هُنا تأتي شُموسٌ مَضَتْ تُوْليْ السَّلامَ المُفْعَمَ بِالقَنا
شَبَّ الهَوَى عُرْساً بِصَدْرِ الرُّبى يَمْحي الأسى المَمْجُوج تَيَمُّنا
والليْلُ أسْدى لِلْقُرى ثَوْرَةً فَحَلَّ فيْها الشَّعْبُ آمالنا
وَهَبَّ فيْها هادِراً صَارِخاً:لَنْ يَحْصلَ الغازونَ من أرْضِنا
يا أرْضُ قُوْليْ لِلطُّغاةِ عَمَّا سَطَّرَ الأجْدادُ في مَجْدِنا
تُرْوى جِبالي قَطْرَةٌ بَعْدَها أُخْرى وَيَحْكيْ الوَرْدُ أَخْبارَنا
عَمَّا حَكَتْهُ الأرْضُ مُنْذُ الأُلى فَوْقَ بِلادي قِصَّةَ عَزْمِنا
حِيْنَ السُّهُولُ تُجْذِلُ بِالنَّدى والقَمْحُ يَلْوي عنقَهُ ساكِنا
يَغْفو الحَصَادُ عَنْ بِذُورٍ نَمَتْ فِيْ القَلْبِ زادَتْ عِشْقَنا السَّافِنا
فَالحَقْلُ مِنَّا والجِّبالُ عَلَتْ والأرْضُ حُضْنُ الأُمِّ فَهْيَ لَنَا
رَيَّانُ يَبْكِيْ مَنْهَلاً زاخِراً قَدْ آبَ معْهُ الخَيْرُ إذْ دَوَّنا:
أَيْنَ الفَقِيْدُ الرَّاحِلُ الخالِدُ يسْخيْ العَطَاءَ دَرْبُهُ وَالْمُنَى
أَيْنَ العَنِيْدُ البَاسِلُ الفارِسُ أَيْنَ السّيُوفَ تَنْتَقي الأَلْحُنا؟!..
يَا رَبْعَ "ميشو" ما جَنَيْتُمْ عَلَى أبْناءِ أرْضِيْ قَدْرَ مَا ضَمَّنا
حُبُّ الثَّرى إذْ غَارَ عُمْقاً بَدا وَشْماً جَبَلْناهُ بِهَاماتِنا
وَالشَّمْسُ ماءٌ قدْ شَرِبْنا كؤوساً مِنْ كِرُوْمِها فَلَمْ تَرْوِنا
إلاَّ الكرُوْمَ الشَّارِبَةَ عَرَقاً قدْ قَطَّرَتْهُ فَوْقَ جِبَاهِنا
خَمْراً نِضَالِيَّاً ..وَقدْ هَابَنا أَنَّا ارْتَشَفْنا خَمْرَ نِضَالِنا
يَا رَبْعَ"ميشو" قَدْ أَتَيْتُم إلى أَوْطَانِنا تَنْووْنَ حِقْداً لَنا
هَذي بِلادي إزْرَعُوا حِقْدَكُمْ فِيْهَا فَفِيْها كُلُّ شِبْرٍ بِنا
عَهْداً بِلادِي..سَوْفَ نَحْميْ حِمَاكِ الشَّامِخَ فِعْلاً بِأقْوالِنا
إنَّا عَلَى ذَاتِ المَدى عُهْدَةٌ نَفْدي الرُّبى السَّمْحاءَ نَبْقى هُنا
دَرْبُ الأُباةِ حُرَّةٌ صَلْبَةٌ لا يَشْتَريها التِّبْرُ والأَرْقُنا
والدَّرْبُ قَدْ أدَّتْ بِنا حَيْثُما حَلَّ الرَّبِيْعُ رَوْضَةً فِيْ السَّنا...